السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لـــــــــهم إن الجـواب لبـــــــاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شـــــــرف وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتــــــــــة والكلب يخسى لعمري وهـو نبـــاح
كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي
يا من يعانق دنيا لا بقـــــــــاء لها يمسي ويصبح في دنياه ســافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقــــــــة حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها فينبغي لك أن لا تأمن النـــــارا
وفي مخاطبــة السفيــه قال
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبــا
يزيد سفاهة فأزيد حلمـــا كعود زاده الإحراق طيبا
الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشــــــــــاء وطب نفسا إذا حكم القضــاء
ولا تجزع لحادثة الليالــــــــي فما لحوادث الدنيا بقـــــــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلـدا وشيمتك السماحة والوفـــــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايـا وسرك أن يكون لها غطـــاء
تستر بالسخاء فكل عيــــــــب يغطيه كما قيل السخـــــــــاء
ولا تر للأعادي قــــــــــط ذلا فإن شماتة الأعدا بـــــــــلاء
ولا ترج السماحة من بخيــــل فما في النار للظمآن مــــــاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـــــي وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا ســـــــرور ولا بؤس عليك ولا رخــــاء
إذا ما كنت ذا قلب قنـــــــــوع فأنت ومالك الدنيا ســـــــواء
ومن نزلت بساحته المنايـــــــا فلا أرض تقيه ولا سمـــــاء
وأرض الله واسعة ولكـــــــــن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حيــــــــــن فما يغني عن المــوت الدواء
إن المحب لمن يحب مطيـع
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديــع
لو كان حبك صادقا لأطعتــــه إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــــــــة منه وأنت لشكر ذلك مضيع
أبواب الملوك
إن الملوك بـلاء حيثما حـلــــوا فلا يكن لك في أبوأبهم ظـــــــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبوأبهم كرمـا إن الوقوف على أبوابهــــــم ذل
فــرجـــت
ولرب نازلة يضيق لها الفتــى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
مناجياً رب العالمين
قلبي برحمتك اللهم ذو أنــــــــس في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتـــي إلا وذكرك بين النفس والنفـــــــــس
لقد مننت على قلبي بمعرفـــــــة بأنك الله ذو الآلاء والقــــــــــــــدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمـــــــــها ولم تكن فاضحي فيها بفعل مســــي
فامنن علي بذكر الصالحيــن ولا تجعل علي إذا في الدين من لبــــس
وكن معي طول دنياي وآخرتــي ويوم حشري بما أنزلت في عبـــس
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرء يولد عالـمـــــا وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـــــده صغير إذا التفت عليه الجحـافل
وإن صغير القوم إن كان عالما كبير إذا ردت إليه المحـــــافـل
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الأهـــل
ولا ينــال العلم إلا فتــــــى خال من الأفكار والشغـــل
لو أن لقمان الحكيم الـــذي سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمــــــــا فرق بين التبن والبقـــــــل
الدعاء
أتهزأ بالدعــاء وتزدريـــه وما تدري بما صنع القضــاء
سهــام الليل لا تخطــــــي لها أمد ، وللأمــد ، انقضــاء
العلم رفيق نافع
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعنـــــي قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنــــــــــدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق
تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك فتـول أنت جميع أمـرك
وإذا قصدت لحـاجــــــــة فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتـــــــك وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة لمن بهما في دينه يتمسك
العيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينـــــا وما لزمانا عيب سوانــــــا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئـب ويأكل بعضنا بعضا عيانـا
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما أنت فاعلــــــــه يا من يعد عليه العمر بالنفــــــــــس
احفظ لشيبك من عيب يدنســـــــــــه إن البياض قليل الحمل للدنـــــــــس
كحامل لثياب الناس يغسلــــــــــــها وثوبه غارق في الرجس والنجـــس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتـــــــها إن السفينة لا تجري على اليبـــــس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولــــــــــــــد وضمة القبر تنسي ليلة العـــــــرس
حسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعــــة وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربــــه
من روائع الإمام الشافعي
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبــــي جعلت الرجا منى لعفوك سلــــــــما
تعاظمني ذنبي فلما قرنتـــــــــــــه بعفوك ربي كان عفوك اعظـــــــما
فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرمــــــــــــــــا
فلولاك لما يصمد لابليس عابــــــد فكيف وقد اغوى صفيك ادمـــــــــا
فلله در العارف النــــــــدب انـــه تفيض لفرط الوجد اجفانــه دمــــــا
يقيم اذا ما الليل مـــد ظلامــــــــه على نفسه من شدة الخوف مأتــــما
فصيحا اذا ماكان في ذكر ربـــــه وفي ماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابـــــــه وماكان فيها بالجهالة اجرمـــــــــــا
قصار قرين الهم طول نهـــــــاره اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظـلما
يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتــــي كفى بك للراجين سؤلا ومغنـــــــما
الست الذي غذيتني وهديتنــــــــي ولازلت منانـا على ومنعــــــــــــما
عسى من له الاحسان يغفر زلتـي ويستر اوزارى وما قد تقدمــــــــــا
إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الــــرَّدَى وَدِينـُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صــيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللســان بِسَـــــــــوءةٍ فَــكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُــــــنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًـــــــــــا فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَـــنُ
الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَـرٍ والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قــــــــاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر
من روائع الإمام الشافعي
أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمــر أريـــده ويحفــظني حيـًّّـا وبـــعــد ممـاتــــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته لقاســمته مالــــــي من الحســنــــات
تصفحت إخواني فكان أقلــهم على كــــثرة الإخوان أهلُ ثـِقاتــــي
من روائع الإمام الشافعي
إن الطبـيب بِطبه وَدَوائـِــــــــه لا يستطيع د ِفـَاع مقــدُورِ القـضــــى
ما للطبيب يموت بالداء الـــذي قد كان يـبرىء مثــله فيمــــا مضــــى
هلك المُدَاوِي والمُدَاوََى والذي جَلـَبَ الدّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّواءَ وَباعهُ وَمن ِ اشــــتـَرى
الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب حسب وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح من الدهر ما تعرض لي خطـب
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـداء الشدائـــــــــد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ ولم أر فيما سرنـي غيـر جامــــــد
مساءة الظن
لا يكـن ظـنـك إلا سيـــــــــئـاً إن الظن مـن أقـوى الفطـــــــن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ غير حسن الظن والقول الحسن
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها
ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــــــه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظــما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجــود و تعـفـــو منــة و تكــــرمـا