تعتبر المكتبة المدرسية عنصرا مهما وحيويا في منظومة التحصيل العلمي ، وفي زيادة رافد الخبرات الثقافية لدى الطلبة والطالبات، وقد ارتبطت المكتبة المدرسية في دعم الانشطة التعليمية بشكل مباشر. ما ساهم في تحقيق أهداف التربية وأهداف المدرسة على حد سواء.
ويبرز دور المكتبة المدرسية في تنمية الجوانب الاجتماعية والسلوكية للطلبة، الأمر الذي اصبحت معه الحاجة الى مكتبة مدرسية ضرورة ملحة في المبنى المدرسي وأضحت معه وسيلة من وسائل النظام التعليمي للتغلب على المشكلات التربوية والتعليمية التي تواجه المتعلم.
وفي دراسة أعدها قسم التوجيه الفني للمكتبات في إدارة مدارس التربية الخاصة حول أهمية المكتبة المدرسية في المناهج والخدمات المقدمة لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة تم التركيز من خلالها على العوامل الرئيسية التي ساهمت في تطور المفهوم الحديث للمكتبات المدرسية والوقوف على الخصائص المهمة لتلك المكتبات، وعلى دور المعلم في تطور وكفاءة المكتبات المدرسية والأهداف التي تساهم بها المكتبة في التنشئة السليمة.
تعليم الخبرة
وبينت الدراسة أن التعليم عن طريق الخبرة هو أفضل أنواع التعليم الذي لم يعد قائما على التلقين فقط، بل على وجود الرغبة الكبيرة في الحصول على المعلومات من اي مكان ، الأمر الذي يجعل التعليم عملية تعلم وبحث ذاتي وأن المتعلم هو الحجر الأساسي ومحور العملية التعليمية، اضافة الى ان المعلومات الموجودة في الكتاب المدرسي لم تعد كافية.
بل اصبحت مصدرا واحدا من مصادر متعددة حول المعلومات المتعلقة بالموضوع، ومع الطرق الحديثة في المناهج وتنظيمها وفي طرق التدريس التي أعطت المواد الدراسية وجها آخر بعدم وجود حوافز اندفع المتعلم الى تحصيل المعلومات بشكل ذاتي واستيعاب المعلومات من عدة أبواب.
ومن هنا اصبحت المكتبة المدرسية نوعاً متميزاً من أنواع المكتبات لما لها من خصوصية سواء في الأهداف أو الغايات أو الخصائص.
لاسيما انها موجهة نحو أهداف تربوية محددة تتلخص في تشجيع القراءة والمطالعة وتنمية القدرات على التعلم من المصادر المتنوعة والمختلفة للمعلومات ومحاولة اكتسابها من دون معلم.
بناء المهارات
وتعد المكتبة المدرسية مؤسسة تربوية مهمة يعتمد عليها في إعداد الأجيال للمستقبل فهي المركز التي تبني فيه القدرات والمهارات وتوجه به الميول لدى جموع الطلبة ومن هذا المنطلق يمكن للمجتمع العربي ان يعتمد في مرحلة التغيير والتطوير التي يشهدها على المكتبات المدرسية وخاصة في عصر المعلومات المتفجر حالياً.
ولخصت الدراسة خصائص المكتبات المدرسية والتي تميزها عن غيرها من المكتبات في عدة نقاط منها ان مكتبة المدرسة هي أول مكتبة يقابلها الطالب في حياته من جميع أنواع المكتبات وهذا هو أول اتصال له بمصادر المعرفة وتحدد لاحقاً مدى تأثر هذا الطالب بالمكتبات في المستقبل وستزود الطالب بمهارات تمكنه من الانتفاع بالخدمات المكتبية، اضافة الى ان المكتبة المدرسية توفر موادا مكتبية تناسب حاجات ورغبات الطلبة كافة وتتصف هذه المواد بالتنوع والشمول وذات اغراض تعليمية في الدرجة الأولى نظراً لاتصالهما المباشر مع الطلبة والمعلم علاوة على ان هذه المكتبة المدرسية موجهة نحو أهداف تربوية محددة ويمكن ان نطلق عليها «مكتبة الغرض الواحد».
أهداف تربوية
وأوضحت الدراسة الأهداف الكثيرة من وجود المكتبة المدرسية بحيث تساعد المدرسة في تحقيق الأغراض التربوية عن طريق المشاركة الفعالة في المنهج المدرسي وتساهم في غرس عادة المطالعة في نفوس الطلبة وتعمل على توجيههم الى الكتب التي تساعدهم في تعميق معلوماتهم، اضافة الى تعويد الطلبة على شغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة عن طريق القراءة والاطلاع وتنمية التعاون وخدمة المجتمع واعداد الطلبة للمساهمة الفعالة في تطوير العلم عن طريق تدريبهم على اساليب البحث العلمي.
دور المعلم
وكشفت الدراسة عن أهمية دور المعلم في تطوير ورفع كفاءة المكتبة المدرسية لما له من أهمية بالغة في دفع توجهات الطلبة نحو القراءة والمطالعة ويستطيع ايضاً أن يجعل استخدام المكتبة المدرسية عادة مغروسة في نفوس التلاميذ تساعدهم على الارتقاء والتحصيل الإيجابي في انشطة مفيدة، ومن الطبيعي ان تكون المكتبة المدرسية المختبر العلمي والثقافي للمعلم الذي يتزود بكل ما هو جديد من البحوث والافكار التربوية وخاصة في اساليب التدريس الحديثة.
وهناك ادوار كثيرة يستطيع المعلم ان يلعبها في تطوير كفاءة وفاعلية المكتبة المدرسية منها توجيه التلاميذ إلى الكتب المناسبة واستغلال المناسبات لحث الطلبة على اقتناء الكتب التي تتحدث عن هذه المناسبة.
وتحفيزهم على استخدام المصادر المختلفة للمعلومات غير الكتب المدرسية، اضافة إلى تشجيع الطلبة على كتابة المقالات والتقارير والبحوث المبسطة وان يعرفهم على مبادئ التوثيق عند كتابة البحث.
ويبرز دور المكتبة في تشجيع عادة القراءة عند الطلاب بأن يتم تعريفهم بأهمية القراءة ووضع برنامج للقراءة قابل للتنفيذ والتعريف بوظائف المكتبة المدرسية لتشجيع القراءة جذب اهتمام الصغار للقراءة.
خدمة المعاقين
ومن هنا كان للمكتبات دور كبير في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة اذ حملت على عاتقها اعطاءهم حقهم في النمو الفكري والثقافي من خلال المصدر الطبيعي لهذا النمو وهو المكتبة أسوة بغيرهم من الاطفال العاديين لأن ذلك سيحول اصحاب الحاجات الخاصة من الاطفال من طاقة مهملة معطلة إلى طاقة فاعلة ومنتجة داخل المجتمع مع الحرص على تطوير هذه الخدمات ضمن اطار العمل مع النظام المكتبي، ويأتي ذلك لتحقيق اكبر قدر من الاستفادة للامكانات والمواد المتاحة بالمكتبة والبرامج والانشطة التي تقدمها للمستفيذين.