abdosabic
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 26/02/2009 العمر : 29
| موضوع: اهميه الطالب الثلاثاء مارس 31, 2009 7:53 pm | |
| مقدمه عندما يتناقل الناس أخبار وأشكال النظرة الاجتماعية للمعلمين في بلادنا خلال العقود الثلاثة المنصرمة وما كان يحظى به من تقدير واحترام فائقين تصل درجاتهما إلى حد الرهبة والخوف من وقوف الطالب أمام معلمه أو حتى إطالة النظر في محياه، أقول عندما تتناقل تلك الأخبار يصاب معلم اليوم بالحسرة والألم من الواقع الذي يعايشه في مدارسنا التي لم يعد المعلم فيها سوى ذلك "الملقن" مع علمي أن هذا اللفظ سيغيظ التربويين إلا أنها الحقيقة المرة.
وما وصل إليه حال معلمينا اليوم من انهزامية وتراجع عن مراكز الصدارة في التوجيه والتربية والتعليم في ظل منافسة وسائل الإعلام المختلفة خصوصاً القنوات الفضائية المتعددة التي لم تخل من تربيتها لطلابنا في كيفية التمرد على المعلم وتهميشه.
والحقيقة ان المعلم اليوم لا يقل عن معلم الأمس علماً وخلقاً واتقاناً، بل قد تكون لوسائل التربية الحديثة ميزة في ترجيح الكفة لصالح معلم اليوم مع ما نسمع عن بعض الحالات النادرة من بعض المعلمين اليوم ويبقى الفضل وقصب السبق للرعيل الأول من المربين، وما دعاني لهذا التشاؤم لواقع المعلم هو ما رأيت وسمعت وعايشت من انتهاك لأبسط حقوق المعلم بل وأهمها في الوقت نفسه ألا وهي حريته وسلامته. أصبح في حكم المعتاد أن تطالعنا الصحف يومياً بتلك الأنباء المزعجة حقاً والتي تتحدث عن حوادث الشغب والعنف الطلابي التي وصلت إلى الاعتداء على أعضاء هيئة التدريس في مدارس مختلفة موزعة على مختلف المناطق , لم يكن ذلك الأمر يشكل ظاهرة يجب أن تبحث عند بداية ظهورها , لكن وهذه الحوادث تتكرر يوماً بعد يوم , كان لابد من دراسة الأمر دراسة جادة لاستخلاص الأسباب المؤدية ,,, في البدء ولتضييق نطاق البحث , علينا أن نحدد عناصره الأساسية , والتي أدت كلاً على حسب أهميته دوراً كبيراً في هذا المجال , وتتركز في ما يلي :-
1- الطالب ( وهو محور العملية التعليمية أو التربوية بشكل خاص ) 2- المعلم ( المصدر الأساسي في تفعيل العملية التعليمية ) 3- المـنزل . 4- وزارة المعارف ( كجهة تنظيمية للعملية التعليمية في البلاد ) 5- أجهزة الإعلام المختلفة . لنبدأ بالطالب , وهو هنا يمثل الفاعل , ويجب هنا أن نضع في اعتبارنا بأن طالب اليوم ليس كطالب الأمس , ذلك الطالب الذي كان يخشى مجرد مطالعة معلمه وهو يتجول في الطريق , فيسرع من أمامه فاراً بجلده إن تصادف و رآه , والطالب اليوم لم يعد يلقي بالاً كبيراً للمعلم ( ماعدا طلبة الصفوف الدنيا في المرحلة الابتدائية ..!! ) , فمكانة المعلم لديه تغيرت كثيراً , وأصابها نوع من التشويش الفكري , وفي ظني أن ذلك حدث نتيجة التغيرات الاجتماعية المتلاحقة التي حدثت في العقود الأخيرة , وبسبب الدور الكبير لأجهزة الإعلام في ذلك وهذا ما سأتطرق له بعد قليل , وكذلك وجود نوع من الفتور في العلاقة المتبادلة بين الطالب والمعلم , فالطالب اليوم لم يعد ينظر لمعلمه بصفته المصدر الأول لتلقي المعرفة ,فقد نافسه في ذلك مصادر أخرى كثيرة , بل أن الطالب بسبب الجمود الذي أصاب العملية التعليمية وما أدى إليه من تحول كبير في كفاءة المعلم كماً وكيفاً , من الناحية العلمية البحتة والناحية التربوية , أصبح ينظر للمعلم نظرة غير لائقة به , بل أنه يجد اضعف كثيراً من أن يلاحق التطورات العلمية والاجتماعية الحاصلة في العالم لمعاصر اليوم , كل ذلك أدى تدريجياً إلى أن يفقد الطالب تلك النظرة التقديسية إلى المعلم , بل أدى ذلك إلى ظهور تغير خطير في وجهة نظره وذلك بشكل سلبي إلى المعلم , فبدأ يتجرأ على مقامه الذي أكتسبه منذ بداية التعليم المنظم ,,,
نتجه إلى المعلم وهو هنا يمثل دور المفعول به , المعلم أقولها بصراحة شديدة هو سبب رئيسي فيما يتعرض له من انتقادات تنال من دوره التعليمي , فعلينا أن تقر في البداية بأن الطالب لن يتجرأً على معلماً ذو شخصية قوية , بل أنه يتجه عندما يقرر إنزال الأذى الجسدي إلى من يراهم لا يمثلون له قيمة لها اعتبارها الأدبي والعلمي , ولنقل صراحة بأن هناك الكثير من معلمي اليوم , غير مؤهلين لا تربوياً ولا علمياً لمواجهة مشكلات الطلاب فضلاً عن تعليمهم , ويرجع ذلك إلى الفترة التي أصبح فيها المعلم المواطن هو من يتولى القيام بعبء التدريس , فبسبب الامتيازات التي قررت الدولة إعطائها للملتحقين بسلك التدريس , وذلك من أجل توطين التدريس , أستغل الفرصة من لا يحملون أي تأهيل تربوي أو علمي , وذلك بسبب سياسة الباب المفتوح الذي أتبعتها الوزارة في التوظيف , فأصبح التدريس مهنة من لا مهنة له , فما علاقة المتخصصين بالمحاسبة بتدريس الصف الأول الابتدائي , وما علاقة خريج كلية الزراعة بتدريس الجغرافيا للصف السادس الابتدائي , و هلما جرا من هذه الأمثلة التي تدل على التخبط الحاصل عندنا في تعيين المعلمين , ومن خلال ذلك أصبح هذا المعلم غير المؤهل أكاديمياً للإشراف على العملية التربوية , من أسباب تراجع التعليم في البلاد , وأصبحت مكانته تتراجع يوماً بعد يوم , خصوصاً بعد أن وجد الطلاب أن ليس لديه ما يشبع نهمهم العلمي أو يحفظ مكانته لديهم , فقاموا في نهاية الأمر بمحاولة الاعتداء عليه , والمعلم في حديث هنا بالطبع يشمل جميع أعضاء هيئة التدريس بما فيهم المدير ووكيل المدرسة والمرشد الطلابي بها ,,,
: الهروب من المدرسة : تتمثل هذه المشكلة في تعمد بعض الطلاب الهروب من المدرسة وعن الحصص الدراسية دون عذر مقبول أو موافقة من الأسرة أو المسؤولين بالمدرسة الأمر الذي يترتب عليه احتمال انحرافهم وتأخرهم الدراسي . ولمثل هذه المشكلة أسبابها وتتلخص في التالي : الخلافات الأسرية والتي تحول دون متابعة الأبناء ومعرفة مدى مواظبتهم . النظرة السلبية من الطلاب تجاه بعض المعلمين . صعوبة المقررات الدراسية فتصبح مثيرات منفردة . الخوف من العقاب داخل المدرسة سواء كان ذلك من قبل الطلاب الذين قد يعتدون على الطالب أو من قبل المعلمين . البحث عن متع واهتمامات أكثر إثارة خارج المدرسة . الخوف المرضي مثل القلق والاكتئاب بما يجعل الطالب لديه عزوف وعدم رغبة في المدرسة . كثرة الواجبات المدرسية . الظروف الاقتصادية حيث نرى بعض الطلاب يعمل بعد المدرسة في بعض الأعمال المساعدة للأسرة .
ويمكن تقديم هذه الإجراءات العلاجية للقضاء على هذه المشكلة والتي تكون على النحو التالي : تقديم الحوافز المناسبة من قبل الأباء أو المدرسين للطلاب الذين يواظبون على حضورهم وعدم هروبهم من المدرسة ( أي تعزيز السلوك المضاد ) التطمين التدريجي لحالات الخوف المرضي المدرسي . ضبط المثيرات وذلك بإزالة مسببات الخوف سواء من المعلمين أو الطلاب أو خوفاً من الفشل . التعاون المستمر بين البيت والمدرسة والحزم في معاملة المتهربين عن المدرسة. توفير الأنشطة اللاصفية في المدرسة. إرشاد المعلمين لكيفية التعامل مع الطلاب . تبصير الطالب بعدم الهروب وما ينتج عنه من مشكلات لا يحمد عقباها .والله ولي التوفيق,,,,,,,,,,
تحت اشراف أ\ نادر
من عمل الطالب \ عبد الفتاح انور محمد الهادى سابق | |
|